بسم الله الرحمان الرحيم
إحراج المرسل إليه في أمور شرعية:
"أقسمت عليك بالله"، "سألتك بالله ترسلها إلى عشرة"، "أمانة في ذمة إلى يوم القيامة" أصلًا من حضرتك حتى تلزمه بهذا الإلزام الذي يقع فيه كثير من الجهلة في الحرج، الذي عنده علم لا يأبه بها، لا يلزمه إلا ما ألزمه الشرع به.
وأما إذا هو يقول: "أمانة في عنقك"، "لا لن أسامحك إلى القيامة إذا ما أرسلته"، من أنت... رسول الله حتى أطيعك؟! إذًا هذا إحراج، تحريج على المرسل إليه وعلى الإطلاق.
"أرسلها لعشرة أشخاص وستسمع خبر يسرك بإذن الله، بجد وعن تجربة" موجود بالرسالة: "بجد وعن تجربة"
ويأتي فيها: "أرسلها لتسعة" أو "لخمسة" أو "لسبعة"، ما هذه الخصوصيات في الأعداد؟!
"وستسمع خبر يسرك" ماهو؟ يعني سيأحذ الأجر بالآخرة مثلًا؟ حسنًا وضح، قل: "انشر هذه السن، تؤجر يوم القيامة" مثلًا.
بعض الأحيان هناك جزم للشخص بالأجر، ولا يعلم بثبوت الأجر إلا الله:
فيقال في الصفحة الأولى: "قل سبحان الله وبحمده"، الصفحة الثانية: "الآن غرست لك نخلة في الجنة"، ما أدراك أنه غرست له يا أخي؟
الأجور الموجودة على الأعمال، هذا وعد من الله لمن انطبقت عليه شروط تحصيل الأجر: الإخلاص والمتابعة... إلى آخره.
ما الذي أدراك أنت أن هذا انطبقت عليه الشروط؟ يعني اطلعت على صحف الملائكة وتأكدت أنه كتب له حسنات العمل؟ ثم إن الأجور تختلف وتتضاعف، ولايعلم بهذه المضاعفات إلا الله -عز وجل-، وهو الذي يأمر الملائكة بالكتابة، ويمكن أن تتضاعف إلى عشرة وإلى مائة وإلى سبعمائة ضعف وإلى أضعاف كثيرة بعد السبعمائة، إنما أوتي كثير من الناس من جهلهم.
كذلك يتفاعل بعض الناس مع الأحاديث الضعيفة والموضوعة:
وينسبون إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أشياء لا يعلمون صحتها، وهذا لا يجوز فعله أبدًا، لا يجوز أن تنسب للنبي -عليه الصلاة والسلام- حديثًا لاتعرف صحته، فضلًا من أن تنسب له حديثًا موضوعًا أو ضعيفًا، إذا لاتعرف ضعفه أو صحته أو أنه موضوع، كيف تجزم بنسبته إليه؟ وإذا كنت لا تعرف مصيبة أيضًا.
بعض الرسائل تحتوي تعدي على حقوق الأنبياء:
أشياء لا تجوز شرعًا: "أسأل الله لك صبرًا كصبر أيوب، وملكًا كملك سليمان، ونورًا كنور أبي بكر، وقوة في الحق كقوة عمر" يعني تتكلم عن من الآن؟! أنبياء الله! وهؤلاء كبار الصحابة! من الذي يصل إلى مكانتهم أصلًا؟ وسليمان -عليه السلام-: {هَبْ لِي مُلْكًا لا يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} [ص: 35]، ثم يقول: "أسأل الله لك غنى كغنى سليمان"، لا تصل ولا يمكن الوصول إليه، فيرسلون برسائل فيها سؤال الله بأشياء لا تجوز شرعًا، محال مثلًا، شيء لنبي لايكون لأحد من البشر مثلًا، ولذلك لابد من التعلم.
أحيانًا يُخاطب الشخص المرسل إليه بالرسالة بخطاب فيه غلو قطعًا:
ولا يجوز أن يُخاطب به، مثل: "يا أكرم الخلق" أو "ياخير الناس"، ومن الذي يعلم الخيرية حتى في عهد هذا الشخص؟ ومن الذي يطلع على القلوب؟ الله {أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [النجم: 32].
أما إذا كان كلامًا دخل في قضية الكذب:
فإن الكذب في رسائل الجوال كثير، وقد يكون كذب للإيقاع بين الناس -نميمة-، أو بين امرأة وزوجها كما يحصل، قد يكون كذب لتشويه سمعة أشخاص.
قد يكون كذب للإضحاك: «ويل للذي يحدث بالحديث؛ ليضحك به القوم فيكذب، ويل له، ويل له» [الراوي: معاوية بن حيدة القشيري، المحدث: الترمذي، حسن].
مقطع من محاضرة (رسائل الجوال)
محمد صالح المنجد