بسم الله الرحمان الرحيم
ماذا بعد زواج الملتزمات؟؟؟؟
هل هو ذل وانكسار للقلب؟؟؟؟
أم استقرار ورغد العيش؟؟؟
أود أولا أن أعرف من هي الملتزمة (في رأيي البسطاء من الناس)
هي تلك الفتاه التي تلبس الزى المحتشم الذي يستر كل جسدها سواء كان طرحة كبيرة علي عبايات أو خمار علي عبايات أو نقاب وملحفة أو إسدال .
ويكون خلقها القران؛ تغض الطرف عند كل رجل، ولا تقحم نفسها في القيل وقال، ولا تذهب إلي أماكن الاختلاط ،وتعف نفسها بالصيام، وتناجي ربها في الصلاة، وتصبر علي البلاء وتستعين بالدعاء في قضاء حوائجها وهكذا…
طيب ما علاقة ذلك بالموضوع؟؟؟؟
أجد أنه ذو علاقة وطيدة
فنجد يا أختي أن البنت الملتزمة مثلها مثل باقي البنات لها شخصيتها وكيانها واحلامها وطموحاتها ورغباتها،
وايضا تتحرك فيها المشاعر والاحاسيس تجاه الجنس الاخر،
ولكن
تقوم بضبط ذلك كله ب الدين
ولا تتصرف اي تصرف الا بعد الرجوع الي القران والسنة
ونجدها عندما تدخل الجامعة وخاصة اذا كانت مختلطة -تجدها تكاد تفتن في دينها من كثرة الفتن والشبهات
وخاصة تلك المتعلقة بالاختلاط والجنس الاخر والموضة والزينة.
وتجدها عندما تري بنت غير ملتزمة تصاحب أحد الشباب ويتبادلن الحب والغزل
تنكرعليهم ذلك بشدة (بقلبها طبعا)
ولكن في نفس الوقت تتمني لنفسها زوجا في الحلال تتبادل معه نفس الحب ونفس الغزل ولكن كله في الحلال
وتجدها في كل مرة تمني نفسها بهذا الزوج الصالح
وكلما اشتدت الفتن من حولها كلما ازداد قربها من الله وازداد صبرها وازدادت عفتها وازداد دعاؤها بالزوج الصالح.
وتظل الليالي الطوال تمني نفسها بهذا الزوج وترتب كل شئ سوف تفعله في حياتها معه من حب واستقرار وسعادة وحسن تبعل وبر لوالديه وصلة أرحام وحفظ قران ودراسة علوم شرعية وغيرها
بل وتدرب نفسها علي فعل جميع الخيرات معه
وفي نفس الوقت تحلم بحياة وردية جميلة ترفرف عليها الاجواء الرومانسية الحالمة.
وتظل تعف نفسها وتدعو الله ان يرزقها ذلك الزوج
وتدعو
.....................
وتدعو
.......................
وتدعو
........................
وتدعو
حتى يستجيب الله دعاءها وتتزوج أخيرا بفتي الأحلام وزوج المستقبل
ويا لها من فرحة ويا لها من سعادة
وتنظر للحياة بنظرة مختلفة
وتتحول الي امرأة اخري
وعندما يراها الناس يقولوا لها
(ايه الجمال والحلاوة ده هو الجواز بيعمل الحاجات دي كلها)
ويوجد نوعين من الزوجات بعد الزواج
الاولي:
هي تلك التي تحمد الله علي نعمة الزواج والعفة والستر وتبتغي سبل إرضاء الله من خلال إرضاء الزوج وتبقي كل أعمالها خالصة لوجه الله تعالي
فيرزقها الله الرضا والبركة والسعادة والاستقرار ورغد العيش
وما اجلها من نعم
الثانية:
هي تلك التي تفرح فرح شديد بالزوج وتجد عنده المتنفس لجميع الرغبات المكبوتة ويتحول حبها له إلي الولع والجنون وترتبط به ارتباط شديد وتقوم بإخراج كل االمشاعر والاحاسيس المكبوتة
وهنا تقع في الفخ الذي وقعت فيه الكثير من الملتزمات قبلها
الا وهو شرك المحبة
فتجدها تحب زوجها حبا جما
وتبذل كل ما هو غالي ونفيس في سبيل ارضائه
وتقيد له صوابعها العشرة شمع
وتقضي الساعات الطوال امام المراه(بالمصري علشان تعجب )
وتسعي لارضائه بجميع أنواع الزينة واحيانا تتجاوز بعضهن وتفعل ما يغضب الله في سبيل ارضاء الزوج مثل النمص وغيره
وتنسي نعم الله عليها وانه تعالي هوه الذي رزقها هذا الزوج
وتنتكس شيئا فشيئا وكلما ازداد اهتمامها بزوجها كلما ازدادت بعدا عن اخلاص النيه لله وبالتالي يتركها الله وعملها
وطبعا لا يخلو ذلك كله من الغيره الشديدة عليه(الزوج)
طبعا كل يوم انت رايح فين ؟وهتتأخر والا لأه؟ طيب لما توصل كلمني ، انت أتأخرت ليه النهارده؟،هيه الست الي كلمتك كانت عاوزه منك ايه؟
وتتحول حياة هذا الزوج المسكين الي مركز تحقيق يكون هو المتهم دائما وزوجته وكيل نيابه
وتتمحور حياتها كلها حول الزوج فقط
والمشكلة انها تنتظر منه ان يعاملها بالمثل وان يبادلها الاهتمام باهتمام والحب بحب والغيرة بغيرة وان تتمحور حياته ايضا حولها
ولكن)))))))))
هيهات هيهات
فطبيعة الرجل لا تسمح له بذلك
فهو قد خلق لتكون المرأة جزء من حياته وليس محور حياته
ويبدأ يشعر بالضيق والاختناق من هذه الزوجة وبالنفور والملل من هذه الحياة
ويكره عودته الي البيت لانه يعلم ما الذي ينتظره هناك
والزوج هنا نوعين
اما زوج : ملتزم
حقا عاقل ذو بصر وبصيرة يحاول توجيه زوجته بكل السبل ويصبر عليها حتي ينصلح حالها وهو في نفس الوقت يتقي الله فيها ولا يظلمها
وإما زوج: غير ملتزم
يحاول الخروج من هذه الدائرة بشتى السبل
منها إهمال الزوجة وعدم الرغبة في الحديث معها والرد عليها بقسوة والنفور منها ومحاولة إنهاء أي حوار معها بصورة سريعة والعودة الدائمة الي البيت متأخرا
والسهر مع الاصدقاء والجلوس أمام التليفزيون بلا هدف أوعلي النت والتصفح العشوائي
وغيره كثير
وقد يتطور الأمر في بعض الأحيان إذا لم تنتبه الزوجة وتستجيب لتحذيرات الزوج- قد يتطور الأمر إلي خيانة الزوج نفسه ولجوؤه إلي أخريات ليعبر معهن عن ذاته وكيانه وينفس معهن عن الضغط الواقع عليه
وهنا تكون الطامة الكبرى
تعرف الزوجة
وتنشب الخلافات والمشكلات الدائمة وتتسع دائرة الشك وعدم الثقة بينهما
وينتهي بهما المطاف إلي احد خيارين
الاول :
الانفصال وانهيار البيت وتشرد الأبناء وهذا يحدث كثيرا والله المستعان
الثاني :
أن ترضي الزوجة بهذا الحال ( هي مازالت لا تعرف أنها هي السبب في ذلك ) وتترك له الحبل علي الغارب ولا تحاول إصلاح نفسها وتعيش معه حياة ذل وانكسار وتشعر بالتعاسة والظلم وتختلط عندها المفاهيم وتفقد الثقة في كل أحد وهذا يحدث كثيرا أيضا.
ومن هنا نجد أن الحياة تحولت من أحلام وردية ورومانسية إلي حياة قاسية فظة
لا تستمر إلا من اجل عيون الاطفال بين الزوجين (واهي عيشة والسلام)
وقد يكون لدي الزوجة باقي عقل فتفهم ما حدث وتحاول إصلاح ذات البين و يتطلب منها توبة وعودة لله و صبر وحكمة ومثابرة وإخلاص النية لله.
ومن هنا وددت تنبيه أخواتي المتزوجات والمقبلات علي الزواج لهذا الأمر الخطير، حتي لا تقع في ذلك الفخ وحتي لا تتدمر حياتها قبل أن تبدأ.
وأوصي كل مقبلة علي الزواج ان تجدد نيتها ان هذا الزواج لله فقط
وان هذا الزوج ليعينها علي طاعة الله ويقربها الي الله زلفي وأن يكون سببا في دخولها الجنة.