بسم الله الرحمان الرحيم
نصيحة الشيخ عبد الله عزام لكل من يجرح و يتهم غيره بالكفر و يظن ان الحق كله معه
ان كنت في جماعة إسلامية فإياك ان تظن ان الحق كله فيها وان الباطل كله في غيرها وكما كان يقول المتعصبة من السابقين قولنا الصواب و يحتمل الخطأ وقولنا غيرنا خطاء و يحتمل الصواب هذا تعصب مقيت كم مزق من الجماعات
وكم شتت من الناس المختلفين الملتقين أعتني بقلبك وإياك و الاستعلاء على الآخرين وإياك و الاستخفاف بهم وكم من الناس قدموا لهذا الدين ولكن بينهم و بين رب العالمين أضعافا مضاعفة بل والله قد يكونوا احدهم من من تفتري قوله وتحتقر شكله قد يكون قدم لهذا الدين أكثر من ملئ الأرض من أمثالك فانتبه لنفسك ورحم الله امرئ عرف حده فوقف عنده وأهل الفضل يعتبرون لأهل الفضل فضلهم وإنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذويه إياك ان تظن ان الحق في المدرسة التي انت فيها وليس عند الآخرين الا الضلال والضياع و التيه المطلق فكل الناس كما قال مالك عندما قال له ابو جعفر المنصور اريد ان اجمع الامة على كتابك الموطأ و نريد ان نكتبه بماء الذهب و نعلقه في باب الكعبة فقال له اياك ان تفعل فاصحاب الرسول صلى الله عليه و سلم كثيرون وقد تفرقوا في البلدان وكلهم عنده غير الذي عند الاخر فالدعاة كثيرون غيرك والمجاهدون كثيرون غيرك و المخلصون كثيرون غيرك وكم من أشعث اغبر مدفوع بل أبواب لو اقسم على الله لا ابره
فيا اخي كفى بعملك حبطنا ان تنظر الى عملك انه كبير و كفى بك اثما ان تكبر ماهو لك و تصغر ماليس لك "ويل للمطففين الذين اذا اكتالواعلى الناس يصطفون و اذا وكلوهم او وزنوهم يخسرون "فإذا ذكر نفسه لا يذكر سوى محاسنها وإذا ذكر الاخرين لا يذكر سوى مساوئهم وكما قال صلى الله عليه و سلم "يرى احدكم لقلا الصغير في عين أخيه و لا يرى الجذع في عينه "جذع في عينه او ساق تلف نفسه بكاملها لا ينظر اليها ولكن ينظر الى قذرة صغيرة لا تكاد ترى في عين اخيه لان القذرة اذا كبر حجمها لا يستطيع الانسان ان يهدأ حتى يزيلها فهي قذرة صغيرة و لكنك ترها و تكبرها و تعظمها و تضخمها وتجعل من الحبة قبة واما انت فمن المطهرين المتطهرين والصادقين المخلصين المبرئين المنزهين فلو لا عصمة المرسلين لا قلت انك لا تخطئ ابدا بين الناس اجمعين
اعتن بقلبك وطوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس ان كان الله هداك الى طريق و تظنه صحيحا يجب ان تنظر الى الناس عل اقل نظرة الطبيب الى السقيم انك تريد علاجه ,انك تريد مداوته انك تشفق على الامه فتريد ان تنقذه لا ان تتخذه لك عدوا وان تنظر اليه من عال و تجلس في كرسيك العاجي و تنظر اليه مرتفع ثم تطلق الاحكام على الناس هذا كافر و هذا مبتدع و هذا ضال و هذا عميل وهذا ماسو نيا وهذا و هذا و البطاقات تملأ جيوبك كل جيب فيه بطاقات مكتوب عليها كافر و كل ما يعجب احد قدمت له هذه البطاقة هذا بطاقة كافر و الاخر مسكين و الاخر طيب يعني اهبل
تناول كل واحد بطاقة من البطاقات و اما انت فلسان حالك يقول انا الصادق المصدق انا الطاهر المطهر انا المخلص انا الذي ليس في العالمين من عرف السبيل غيري فان شئتم فألحقوني و والله ان هذا الا هو الظلال المبين . اجمع رعاك الله بين الخير تتلمذ لا تحصر الحق في مشيختك اوا قد يكونو شيخك جاهلا او عن الحق زائغا وقد يكون هواه هو الذي يوجهه فخذ من هذا و خذ من هذا واحترم الناس و اضع الناس في مقاديرهم و انزلهم منازلهم ورحم الله امرئ انزل الناس منازلهم لاننا امرنا ان ننزل الناس منازلهم فالناس فيهم خير كثير والدعاة تفرقوا وليس كونك في جماعة معينة انك افضل من الناس او انك تتلمذت على كتاب معين انك خير من الناس . انتبه لنفسك و اعرف قدرك و قف عند حدك و احترم الاخرين و خذ هذا الدين من الطريق القويم لابد ان ننظر الى المسلمين بعين الاخوة الاسلامية لابد ان ننظر اليهم بعين الرحمة و المحبة المسلم اخ المسلم لا يظلمه و لا يخذله بحسب امرئ من الشر ان يحقر اخيه المسلم و حفظ اللسان لانه ما من شئ احق بطول حبس الا اللسان و اعتني بقلبك و اياك باستهزاء بالناس والاستخفاف بهم و السعيد من وعظ بغيره و الشقي من و وعض بنفسه