زاد Administrator
عدد المساهمات : 268 تاريخ التسجيل : 10/10/2011
| موضوع: لا تحزنوا وابتسموا للحياه الجمعة يناير 27, 2012 12:03 am | |
| لـَا تـَحْـزَنُوا ــــــــ أيها الإخوة و الأخوات . لا تحزنوا لأجل الدنيا ، و ما له علاقة بها ، فإنكم عندما أتيتم إليها ، لم يكن معكم شيء من هذه الأحزان . و عندما سترحلون عنها ، فلن تحملوا معكم تلك الأحزان و الآلام . فأمور لم تأتوا بها ، و لن تذهب معكم ، حريٌّ أن لا تنال منكم ، و أن لا تشغلوا بالاتِكم بها .
إبتسموا للحياة ، تبتسمْ لكم الحياة ، و اضحكوا في المواقف الصعبة ، تضحكْ لكم جميعُ الصعاب ، فإن بكيتم منها ضَحِكَتْ منكم ، و ضحِكَت عليكم . و إن ضحِكتم منها ، و عليها ، يئست منكم ، و رحـلت عنكم ، و امتثلوا قول الله تعالى ، قولا و حالا (الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) آل عـمـران
فكم بين الحزن ، و الفرح ، سوى لحظات و كم بين البكاء ، و الضحك سوى كلمات و كم بين الموت ، و الحياة سوى شهقات ، و زفرات و كم بين اليأس ، و الفرج سوى خطوات
كونوا بالجمال متحققين ، و لا تكونوا من الجمال فارِّين هاربين فمن كان جميلا ، رأى الوجودَ جميلا ، و كان له الوجودُ جميلا
كونوا قرآنيين ، كي تعيشوا الحياة قرآنا ، آياتُه شفاءٌ لما في الصدور
كونوا ربيعيين ، كي تعيشوا الحياةَ ربيعا ، نباتاتُه عبيرٌ تتنسمونه ، فتعيشوا الحياةَ سرورا من بعد سرور ، يملأ بساتين أرواحكم فرحا و حبورا
كونوا سُـنِّـيين ، سلفيين ، محمديين ، تتفتق أجزاؤكم بالقوة الإيمانية ، كالصحْبِ الكرام و التابعين . اللذين ملؤا الأرض نصرا و عزا ، و شرفا و طهرا ، و نورا من بعد نور . كانوا في أنظار أعدائهم نسورا و صقورا و أسودا و النمور فعزّوا و سادوا ، و قادوا الدنيا قرونا ، شاهد فيها العالمُ كله آيات من العدل و الرحمة ، و العلم و الحكمة ، من بعد ما شاهدوا قرونا متعاقبة متكاثرة من الظلام و الظلم ، من الطغيان و القهر ، و الجُور تلو الجُور .
كوني أختنا ، كعائشة رضي الله عن عائشة ، في الإفكِ ابتليت به و الزور ، فصبرت صبرا جميلا ، فجاءها التأييد و الثناء و الطهر، يزفه توكيد من رب العالمين القويِّ القديرِ العليمِ المجيدِ العزيزِ الغفور .
كن أخانا ، كأبي بكر رضي الله عنه ، الذي وافق ظاهرُه باطنَه ، و باطنُه ظاهرَه ، فكان آيةً بشريةً بعد المرسلين و الأنبياء ، شهدت بذلك أدلة و سطور .
كن و كوني ، عُقابا أو بازيا ، يُحَــلِّـق في سماء الصبر سماء العفوِ ، سماء الحلمِ ، سماء التوحيدِ ، و اعلموا بأن الفرج أو الفوز بنعيم الدنيا و الآخرة قريب غير بعيد ، موفور و ميسور .
كوني جميلة في غضبكِ ، رقيقة في انفعالكِ ، حيية في مؤاخذتكِ ، كوني حورية في جنة الطاعة ، سلطانة في أرض الغربة ، أميرة في ديوان الحكمة ، كوني ملكة في مملكة الإلتزام ، تقتدي بكِ النساء فتأخذي بمثل أعدادهن الأجور كوني أنتِ و لا تكوني هم ، حتى لا يتسلط عليكِ الشيطان الرجيم الغَرور
في غضبك ، رقيقا في انفعالك ، حييا في مؤاخذتك ، كن ملكا في مملكة الطاعة ، سلطانا في بلاد الغربة ، أميرا في ديوان الحكمة ، كن في ظلمات الجهل مولَّدا للنور . كن أنت و لا تكن هم ، تملأ قلوبهم غيظا ، وأنعِم به و أكرِم من أجر على غيظِك إياهم مضاعفٍ موفور .
إضحكوا في أحوج ما تكونون إلى البكاء . و تماسكوا في أحوج ما تكونون إلى الضحك
و اعلموا أن الله من فوقكم رقيب عليم ، يعلم سركم ، و يعلم جهركم ، و يعلم حالكم ، و قد أراد ما أنتم فيه اختبارا و امتحانا لأنه أحبكم ، و صدق النبي صلى الله عليه و سلم حبيبُكم و نبيُّك إذ يقول : ( ان الله عز و جل إذا أحب قوما ابتلاهم فمن صبر فله الصبر ومن جزع فله الجزع )
و أمرٌ شاءَه اللهُ و علمه ، فلحكمة عظيمة بالغة ، قضى به و قدَّره . قال تعالى (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (23) الحديد
و قال(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3)الطلاق
و قال (الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4) مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5) وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7) العنكبوت
و قال (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)البقرة
و عن خباب بن الأرت قال : شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة قلنا له ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا ؟ قال ( كان الرجل فيمن قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه . ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون ) البخاري
و عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ».مسلم
و عن مصعب بن سعد عن أبيه قال قلت : يا رسول الله أي الناس أشد بلاء قال الأنبياء ثم الصالحون ثم الامثل فالأمثل من الناس يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه وان كان في دينة رقة خفف عنه وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشى على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة ) أخرجه أحمد
و يقول بن القيم رحمه الله : اذا كان شيء لا يساوي جميعه ... جناح بعوضة عند من صرت عبده ويملك جزءا منه كلُّك ما الذى ... يكون على ذا الحال قدرك عنده وبعت به نفسا قد استامها بما ... لديه من الحسنى وقد زال وده
يا مخنت العزم ، اين أنت والطريق ، طريق تعب فيه آدم ، وناح لأجله نوح ، ورُمى في النار الخليل ، وأُضجِع للذبح إسماعيل ، وبِيع يوسفُ بثمن بخس ، ولبث في السجن بضع سنين ، ونشر بالمنشار زكريا ، وذُبح السيدُ الحصورُ يحيى ، وقاسى الضرَّ أيوب ، وزاد على المقدار بكاءُ داود ، وسار مع الوحش عيسي ، وعالج الفقر ، وأنواع الأذى محمد صلى الله عليه و سلم ، تراها أنت باللهو واللعب .
فيا دارها بالحزن ان مزارها ... قريب ولكن دون ذلك أهوال . الحرب قائمة ، وانت اعزل في النظارة ، فأن حركت ركابك ، فللهزيمة ، من لم يباشر حر الهجير في طِلاب المجد ، لم يقلْ ( أي القيلولة ) في ظلال الشرف .
و اعلموا : أن الدنيا تعب و نصب و عناء ، و العاقل لا يأبه بها مادام محافظا على آخرته .
فاصبروا يا يرحمكم الله ، فقد أوشك الفجر على الطلوع ، و قرُب الصبح من السفور ، و الليل على وشكِ الرحيلِ يشدُّ أطراف الغلالة . فاصبروا !
و الله أسأل أن ييسر لنا و لكم كلَّ عسير ، و أن يفرِّج كربنا و كربكم و أن يكشف همنا و همكم و ما أغمنا و أغمكم و أن يذهب أحزاننا وأ حزانكم ، و أن يثلِج صدورنا و صدوركم في الدارين ، إنه و لي ذلك و القادر عليه .
منقول | |
|