بسم الله الرحمان الرحيم
من اقوال ابن القيم رحمه الله ..
--------------------------------------------------------------------------------
قال رحمه الله : أفضل ما اكتسبته النفوس , وحصّلته القلوب , ونال به العبد الرفعه في الدنيا والأخره , هو العلم والإيمان , ولهذا قرن بينهما سبحانه في قوله ( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات ) وهؤلاء هم خلاصة الوجود ولبه , والمؤهلون للمراتب العاليه
وقال : أقرب الوسائل إلى الله ** ملازمة السنه , والوقوف معها بالظاهر والباطن , ودوام الإفتقار إلا الله , وإرادة وجهه وحده بالقوال والاعمال , وما وصل أحد إلى الله إلا من هذه الثلاثه , وما انقطع عنه احد إلا بانقطاعه عنها أو عن احدها ..
وقال : إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغني انت بالله , وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله , وإذا أنسوا بأحبابهم , فاجعل انسك بالله , وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم , وتقربوا إليهم , لينالوا بهم العزه والرفعه , فتعرف انت إلى الله , وتودد إليه , تنل بذالك غاية العزه والرفعه ..
وقال : السنة شجرة , والشهور فروعها , والأيام اغصانها , والساعات أوراقها , والانفاس ثمارها . فمن كانت انفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبه , ومن كانت في معصيه , فثمرته حنظله ..
و قال ابن القيم
المصالح ، والخيرات ، واللذات ، والكمالات كلها لا تنال إلا بحظ من المشقة ، ولا يعبر إليها إلا على جسر من التعب .
وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يدرك بالنعيم ، وأن من آثر الراحة فاتته الراحة ، وأن بحسب ركوب الأهوال ، واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة .
فلا فرحة لمن لا هم له ، ولا لذة لمن لا صبر له ، ولا نعيم لمن لا شقاء له ، ولا راحة لمن لا تعب له ، بل إذا تعب العبد قليلا استراح طويلا ، وإذا تحمل مشقة الصبر ساعة قاده لحياة الأبد ، وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو صبر ساعة ، والله المستعان ، ولا قوة إلا بالله ،،،
وكلما كانت النفوس أشرف ، والهمة أعلا كان تعب البدن أوفر ، وحظه من الراحة أقل ،
كما قال المتنبي :
وإذا كانت النفـوسُ كبــارًا تعبت في مرادهـا الأجسـام
وقال ابن الرومي :
قلب يظل على أفكاره ويَدُ تُمْضِي الأمورَ ونفسُ لهوها التعَبُ
وقال مسلم في صحيحه ، قال يحيى بن أبي كثير : لا ينال العلم براحة البدن .
ولا ريب عند كل عاقل أن كمان الراحة بحسب التعب ، وكمال النعيم بحسب تحمل المشاق في طريقه ، وإنما تخلص الراحة واللذة والنعيم في دار السلام ، فأما في هذه الدار فكلا ولما . )
مفتاح دار السعادة